اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا هو طلب الحماية من الاضطهاد أو المعاملة غير الإنسانية في بلد المنشأ بسبب إعاقة الشخص. لا يعتمد الحصول على اللجوء فقط على نوع الإعاقة، بل على وجود أسباب تبرر منح اللجوء بسبب الإعاقة، مثل تعرض الشخص للإيذاء أو التهديد أو التمييز بسبب إعاقته في بلد المنشأ.
تعد رحلة اللجوء رحلة مرهقة ومحملة بالصعوبات لأي شخص، لكنها تصبح أكثر صعوبةً لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون عوائق إضافية في البحث عن الأمان والحياة الكريمة. فكيف يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة الحصول على الحماية في ألمانيا؟ ما هي حقوقهم وفرصهم؟
هذا المقال يقدم دليلاً شاملاً للراغبين في اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا، يستعرض الحقوق المتاحة لهم، يسلط الضوء على التحديات التي قد يواجهونها، ويشرح الخطوات العملية لطلب اللجوء. انضموا إلينا في هذه الرحلة للتعرف على قوانين اللجوء في ألمانيا، والتعرف على الفرص المتاحة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في بناء حياة جديدة في هذا البلد.
فهرس المحتويات
تشكل رحلة اللجوء في المانيا لذوي الاحتياجات الخاصة تحديات إضافية على تلك التي يواجهها اللاجئون بشكل عام. فإضافةً الى مخاطر النزوح والصعوبات في التكيف مع بيئة جديدة، يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة عوائق متعلقة بإمكانية الوصول إلى الخدمات والمساعدة اللازمة لهم.
في ألمانيا، تعرف قوانين اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة بتوفير حماية و دعم للأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد أو المعاملة غير الإنسانية في بلد المنشأ بسبب إعاقتهم. تتيح ألمانيا للأشخاص الذين يقدمون طلب لجوء بسبب الإعاقة حصولهم على خدمات صحية وتعليمية وسكنية مناسبة لاحتياجاتهم الخاصة.
تشكل رحلة اللجوء إلى ألمانيا لذوي الاحتياجات الخاصة تحديات إضافية على تلك التي يواجهها اللاجئون عمومًا. يواجهون صعوبة في الحصول على معلومات واضحة ودقيقة حول قوانين اللجوء وحقوقهم في ألمانيا. كما يواجهون مشاكل في التواصل مع السلطات المختصة وفهم الإجراءات اللازمة للحصول على الحماية والدعم.
إضافة إلى ذلك، فإن الحصول على رعاية صحية وتعليم وسكن مناسب لاحتياجاتهم الخاصة في بلد جديد يشكل تحدياً كبيراً لهم.
من أهم الخطوات التي يجب على ذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين في اللجوء فهم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والفرص المتاحة لهم. فمعرفة هذه الحقوق والفرص تمكنهم من مطالبة السلطات المختصة بخدمات ودعم مناسب لاحتياجاتهم الخاصة. كما تمكنهم من بناء حياة مستقرة ومستقلة في ألمانيا بعد رحلة اللجوء المرهقة.
يتمتع ذوو الاحتياجات الخاصة بحقوق متميزة عند التسجيل كطالبي لجوء في ألمانيا. يمكنهم إبلاغ موظفي الـ (BAMF) عن حالتهم الحالية. و في حال الضرورة، يحصلون على إقامة في مرافق سكنية مخصصة لهم. كما يحصلون على رعاية طبية مناسبة وقد يحصلون على مساعدات مالية إضافية.
في حال عدم تمكن موظفي مركز الاستقبال الأولي من تقديم المساعدة الكافية يمكن طلب المساعدة من الأخصائي الاجتماعي في السكن أو من مركز استشاري. يمكن العثور على مراكز الاستشارة القريبة عبر صفحة المعلومات المحلية لـ handbookgermany.
يمكن تقديم طلب اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا لأسباب صحية. ولكن، لا تُعتبر الإعاقة وحدها سببًا كافيًا لقبول طلب اللجوء. يجب أن يثبت طالب اللجوء أن حالته الصحية تُشكل خطرًا على حياته أو صحته في بلده الأصلي.
وأنّه لا يمكنه الحصول على العلاج أو الرعاية الطبية اللازمة في بلده. وأنه سيتعرض للاضطهاد أو المعاملة غير الإنسانية بسبب إعاقته في بلده. من المهم أن يقدم طالب اللجوء جميع الأدلة الطبية التي تدعم طلبه. وأن يطلب المشورة من مركز استشاري أو محامٍ مختص بقضايا اللجوء.
لا تعتبر الإعاقة وحدها سببًا كافيًا للحصول على اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا. مع ذلك، فإن التعرض للاضطهاد أو المعاملة غير الإنسانية في بلد المنشأ بسبب الإعاقة يمكن أن يكون سببًا قويًا للجوء. يجب أن يثبت الشخص أن تعرض للاضطهاد أو المعاملة غير الإنسانية في بلده بسبب إعاقته.
فمثلاً، يمكن أن يكون التعرض للتحريض على الكراهية أو التمييز في العمل أو التعليم أو الحصول على الرعاية الصحية سببًا للجوء. في هذه الحالة، من المهم الحصول على مشورة من مركز استشاري أو محام للتأكد من إمكانية الحصول على الحماية في ألمانيا.
هناك فرص أخرى للحصول على تصريح إقامة في ألمانيا لذوي الاحتياجات الخاصة حتى لو لم يتم منحهم الحماية كلاجئين بعد إجراءات اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة. نذكر منها:
إجراءات الحصول على التصريح:
أثناء إجراءات اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا تتوفر فرص للحصول على تصريح إقامة لأسباب طبية أو بسبب عدم القدرة على العمل. من المهم التقدم بطلب الحصول على التصريح مبكرًا وتقديم جميع الأدلة المطلوبة. ينصح بطلب المشورة من مختص قانوني لضمان سير العملية بسلاسة.
تقدم ألمانيا “تعويض الضرر” للأشخاص ذوي الإعاقة المقيمين فيها، بما في ذلك اللاجئين، لتخفيف الصعوبات التي يواجهونها. ولكن للحصول على هذا الدعم، يجب أولاً الحصول على تصريح “إعاقة شديدة”. يمكن التقدم بطلب للحصول على هذا التصريح حتى خلال إجراءات اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا أو الإقامة المؤقتة.
ومع ذلك، تعتمد صلاحية بطاقة الإعاقة على صلاحية تصريح الإقامة. ففي حال فقدان تصريح الإقامة، تصبح بطاقة الإعاقة غير صالحة. لكن منذ عام 2021، أصبح بإمكان حاملي الاقامة المتسامحة Duldung الاحتفاظ ببطاقة إعاقة سارية المفعول حتى بعد انتهاء صلاحية الإقامة.
بشكل عام، يشترط عدم الاعتماد على المساعدة المالية من مكتب الرعاية الاجتماعية للحصول على تصريح إقامة دائمة في ألمانيا. لكن في حال كان سبب عدم القدرة على العمل هو إعاقة الشخص، فيمكن استثناءه من هذا الشرط والحصول على تصريح إقامة دائمة.
ولكن، يجب تقديم أدلة طبية تثبت صحة ذلك يمكن تقديمها أثناء إجراءات اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا أو عند التقديم على تصريح الاقامة الدائمة. لذلك، يُنصح اللاجئون ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يرغبون في الحصول على تصريح إقامة دائمة بجمع جميع الشهادات الطبية اللازمة لدعم طلبهم.
تقدم العديد من منظمات حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة المساعدة والدعم للاجئين، وذلك خلال مراحل اللجوء وإدماجهم في المجتمع. من أهم هذه المنظمات:
ملاحظة: هذه ليست قائمة شاملة بجميع المنظمات التي تدعم طالبي اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا. ينصح اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة بالبحث عن المنظمات التي تقدم الدعم والخدمات التي تناسب احتياجاتهم.
اقرأ أيضًا: دليل شامل حول اللاجئين القاصرين في ألمانيا: كل ما يجب معرفته.
تُخبئ رحلة اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا قصصًا ملهمةً مليئة بالتحديات والصمود والنجاح. فمنهم من تغلب على إعاقته الجسدية ليصبح رياضيًا بارزًا، ومنهم من حوّل إعاقته البصرية إلى موهبة فنية فريدة، ومنهم من صار رائد أعمال ناجحًا رغم الظروف الصعبة.
إحدى هذه القصص الملهمة هي قصة أحمد، لاجئ سوري فقد إحدى ذراعيه في الحرب. لم يمنع ذلك أحمد من تحقيق حلمه في أن يصبح عدّاءً، فقد تدرب بجد وصبر، وشارك في العديد من السباقات الدولية، وحقق فوزًا مميزًا في سباق الماراثون في برلين.
قصة أخرى ملهمة هي قصة مريم، لاجئة فلسطينية كفيفة منذ الولادة. لم تستسلم مريم لإعاقتها، بل تعلمت القراءة والكتابة بطريقة برايل، وأصبحت كاتبة موهوبة تُنشر قصصها وأشعارها في مختلف المجلات والصحف.
أما قصة محمد فهي قصة نجاح وإصرار. فقد لجأ محمد من العراق وهو يعاني من إعاقة ذهنية. واجه محمد العديد من الصعوبات في ألمانيا، لكنه لم ييأس، وتعلم اللغة الألمانية، واكتسب مهارات جديدة، وأصبح يعمل في محل لبيع الحلويات.
هذه القصص وغيرها تُثبت أن الإعاقة ليست عائقًا أمام النجاح وتحقيق الأحلام. فبفضل العزيمة والإصرار والدعم، يمكن للاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة أن يتغلبوا على التحديات، ويبنوا حياة كريمة لأنفسهم في ألمانيا.
ملاحظة: هذه مجرد أمثلة قليلة لقصص ملهمة في رحلة اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا. هناك العديد من القصص الأخرى التي تستحق أن تروى وتشارك مع العالم.
اقرأ أيضًا: صحيفة ألمانية تسلط الضوء على شاب سوري كفيف تفوق في الدراسة ويسعى لتحقيق حلمه.
تُشكل رحلة اللجوء لذوي الاحتياجات الخاصة تحديًا كبيراً، لكنها تصبح أسهل مع فهم حقوقهم والفرص المتاحة لهم في ألمانيا. مع التعاون بين ذوي الاحتياجات الخاصة والسلطات المختصة، يمكن بناء مستقبل أفضل لهم في هذا البلد. نأمل أن يكون هذا الدليل الشامل قد أفادكم في فهم إجراءات اللجوء والحقوق والفرص المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا.
تابعوا اخبار اللاجئين في المانيا بالاضافة إلى أهم وأحدث اخبار المانيا والعالم على موقعكم عرب دويتشلاند
