تخصص مساعدة اللاجئين هو فرع دراسي جديد في الجامعات الألمانية يهدف إلى تأهيل الطلاب للعمل مع اللاجئين والمهاجرين. يركز البرنامج على توفير المعرفة والمهارات اللازمة لمساعدة اللاجئين على الاندماج في المجتمع، بدءًا من القوانين واللوائح إلى الثقافة واللغة.
في عالم يزداد تعقيدًا وتنوعًا، تبرز الحاجة الماسة إلى مهارات وكفاءات جديدة تساهم في بناء جسور التواصل بين الثقافات، وتعزز فرص الاندماج والتضامن. وإدراكًا منها لأهمية هذه القضية، تقدم الجامعات الالمانية تخصصًا دراسيًا فريدًا من نوعه وهو “مساعدة اللاجئين”.
يُعدّ هذا التخصص بمثابة رحلة إنسانية وإبداعية تهدف إلى تأهيل جيل من الشباب المُؤهّل للعمل مع اللاجئين والمهاجرين، وتقديم الدعم والخدمات اللازمة لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع الألماني. فما هي سمات هذا التخصص المميز؟ وما الذي يجعله خيارًا واعدًا لمستقبل باهر؟ تابعونا في رحلة شيقة لاكتشاف عالم تخصص المساعدة للاجئين في الجامعات الألمانية!
فهرس المحتويات
يشهد تخصص مساعدة اللاجئين في الجامعات الألمانية إقبالًا متزايدًا، مجسدًا رغبة المؤسسات التعليمية في تلبية الحاجات المتزايدة في مجال العمل مع اللاجئين والمهاجرين. يركز هذا التخصص على تأهيل الطلاب للعمل كوسيط بين اللاجئين والمجتمع، مقدمًا لهم المعرفة والمهارات اللازمة للتفاعل مع اللاجئين من ثقافات مختلفة.
كما يهدف أيضًا إلى إعداد كوادر متخصصة في مجالات متنوعة مثل العمل الاجتماعي، العلاج النفسي، القانون والسياسة الاجتماعية، مساعدًا الطلاب على فهم احتياجات اللاجئين ودعمهم في مختلف مراحل التأقلم مع حياتهم الجديدة.
تستجيب جامعة دورتموند الألمانية للتحديات الإنسانية المتزايدة الناجمة عن تدفق اللاجئين، من خلال خطوة ريادية تثري مسيرة التعليم العالي وتعزّز فرص الاندماج في المجتمع. فقد فتحت الجامعة أبوابها أمام تخصص جامعي جديد يسمى “مساعدة اللاجئين”.
ويهدف هذا التخصص إلى تأهيل كفاءات مهنية قادرة على تقديم الدعم والخدمات للاجئين والمهاجرين، وإثراء تجربتهم في ألمانيا من خلال دمجهم في المجتمع بشكل فعال. ويعد تخصص مساعدة اللاجئين في جامعة دورتموند نموذجًا فريدًا يجسد التزام الجامعة بمسؤوليتها الاجتماعية وإسهامها في بناء مجتمعات دامجة وشاملة.
يتميز هذا التخصص لمساعدة اللاجئين في الجامعات الألمانية بنموذج “الدراسة المزدوجة” الذي يجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي الميداني. يقضي الطلاب نصف وقتهم في الدراسة في الجامعة، ونصف الوقت الأخر في العمل في مؤسسات اجتماعية مختصة باللاجئين والمهاجرين.
يقضي الطلاب يومين ونصف في الأسبوع في الجامعة، ليركزوا على المعرفة النظرية، واكتساب المهارات اللازمة لمساعدة اللاجئين. وخلال اليومين ونصف الآخرين من الأسبوع، يقوم الطلاب بتطبيق المعرفة التي اكتسبوها في بيئة عمل حقيقية في مؤسسات اجتماعية مختصة بمساعدة اللاجئين والمهاجرين، مساهمين في فهم الاحتياجات الواقعية وتنمية مهاراتهم في مجال العمل مع هذه الفئة من الأفراد.
من خلال هذا النموذج التعليمي المبتكر، يمكن للطلاب تطبيق المعرفة التي يكتسبونها في الجامعة في بيئة عمل حقيقية، مما يساعد على تعزيز فهمهم للاحتياجات الواقعية للاجئين والمهاجرين وتنمية مهاراتهم في مجال العمل مع هذه الفئة من الأفراد.
يقدم “تخصص مساعدة اللاجئين” في الجامعات الألمانية رحلة تعليمية متكاملة تستغرق أربع سنوات (ثمانية فصول دراسية). يحصل الطالب خلال هذه الرحلة على 180 وحدة دراسية تعادل 5400 ساعة دراسية، مؤهلة له لحصول على درجة بكالوريوس في الآداب (B.A.).
وتعد الدفعة الأولى من خريجي هذا التخصص في صيف العام 2018 دليلًا على نجاح هذا التخصص الجديد وجهود الجامعات الألمانية في تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في عملية حل مشاكل اللاجئين.
تختلف شروط القبول لتخصص مساعدة اللاجئين (أو “العمل الاجتماعي مع التركيز على الفقر والهجرة” كما تسميه بعض الجامعات) بين جامعة وأخرى، لكن بشكل عام، تشمل الشروط الأساسية ما يلي:
ملاحظة: ينصح بالاطلاع على موقع الجامعة المراد التقديم لها لمعرفة الشروط المحددة بدقة. قد تختلف بعض الشروط أو تتغير مع مرور الوقت، لذا من المهم التأكد من متطلبات القبول المحدثة.
يعد برنامج الدراسة في تخصص “مساعدة اللاجئين” في الجامعات الألمانية رحلة متكاملة لاكتساب كفاءات مهنية شاملة تؤهّل الطالب للعمل باحترافية وإتقان في مجال تخفيف معاناة اللاجئين والمهاجرين. فما هي المهارات والخبرات التي يكتسبها الطلاب خلال هذه الرحلة؟
يتضمن برنامج الدراسة مجموعة من المواضيع النظرية والعملية المهمة للعمل مع اللاجئين، منها:
وإلى جانب ذلك، يتيح برنامج الدراسة فرصة للطلاب لاكتساب خبرة عملية مباشرة من خلال التدريب في مؤسسات اجتماعية تعنى بقضايا اللاجئين. وبشكل عام، يساهم برنامج الدراسة في تخريج كفاءات مهنية قادرة على لعب دور فعّال في دعم ومساندة اللاجئين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.
يشهد تخصص “مساعدة اللاجئين” في الجامعات الألمانية إقبالًا متزايدًا من قبل الطلاب من مختلف الجنسيات. ويعود ذلك لعدد من العوامل، منها:
وبشكل عام، يتوقع أن يزداد طلب سوق العمل على خريجي تخصص مساندة اللاجئين في السنوات القادمة، مما يؤكّد على مستقبلهم الواعد وفرصهم الوظيفية المتاحة في مختلف المجالات.
يلعب خريجو تخصص “مساعدة اللاجئين” في الجامعات الألمانية دورًا محوريًا كجسور تواصل بين المجتمع الألماني واللاجئين الوافدين إليه. فهم يساهمون بفعالية في دعم ومساندة اللاجئين من مختلف الجوانب، وذلك من خلال:
وبفضل مهاراتهم وخبراتهم المكتسبة من خلال دراستهم، يصبح خريجو هذا التخصص شركاء أساسيين في بناء مجتمعات دامجة وشاملة تحترم فيها كرامة اللاجئين وحقوقهم. لتفاصيل أكثر انقر هنا.
وفي الختام عزيزي القارئ، مع ازدياد أعداد اللاجئين في العالم، تصبح أهمية “تخصص مساعدة اللاجئين” في الجامعات الألمانية أكثر وضوحًا. يقدم هذا التخصص فرصة فريدة للطلاب لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لمساعدة اللاجئين على التأقلم مع حياتهم الجديدة والاندماج في المجتمع الألماني.
تابعوا اخبار اللاجئين في المانيا بالاضافة إلى أهم وأحدث اخبار المانيا والعالم على موقعكم عرب دويتشلاند
تعليق واحد