لاجئة سورية تعمل قبطان على متن سفينة ألمانية ..بعد نجاتها من الموت عدة مرات
نجد بوشي لاجئة سورية تصبح أول قبطان في بحيرة ألمانية وباتت حديث ألمانيا
نجد بوشي لاجئة سورية تصبح أول قبطان في بحيرة ألمانية وباتت حديث ألمانيا
قصة كفاح لاجئة سورية عرب دويتشلاند ستُخبركم بتفاصيلها
من مدينة حلب السورية شقّت نجد البوشي البالغة من العمر 42 عام مستقبلها من جديد في مدينة تيرغنزي الألمانية
نجد بوشي ( أول لاجئة سورية تعمل قبطان ) معروف عنها حُبها للحياة وإصرارها، وطموحها الذي يمضي بها دائماً إلى حب المغامرة والتجدد.
لجأت نجد إلى ألمانيا نهاية عام 2014 لوحدها تاركةَ طفليها في سورية.
طفلاها هما
في سن التاسعة عشرة بعد وفاة والدها اضطرت نجد للعمل في الأقسام الإدارية في جامعة حلب،بالإضافة إلى دراستها أدب إنجليزي.
واظبت على عملها حتى سن الثامنة والثلاثين،وكونت خبرة جيدة من خلال تنقلها
“كانت المنطقة التي اسكن فيها آمنة نسبياً في البداية”
إلا أنه مع زيادة التصعيد واقتراب التهديد إلى منطقة سكنها فضلت نجد أن تواجه مخاطر اللجوء من أجل مستقبل أطفالها،
“القصف أصبح قريباً،وباتت الحياة أصعب لا كهرباء ولاماء ”
“ظروفي كانت أفضل من ظروف عائلات سورية أخرى-الله يعين الناس- ولكني خشيت على أطفالي وأريد لهم مستقبلاً افضل”
فقررت نجد أن تخاطر بنفسها، لاجئة إلى أوروبا وحدها حتى لا تُعرض أطفالها لخطرالسفر ومشاقه.
استطاعت نجد جمع معلومات حول طرق اللجوء،فباءت محاولتها الأولى بالفشل،حيث انها وبعد مغادرتها سورية بإتجاه تركيا
ذهبت برحلة محفوفة بالمخاطر إلى جزيرةِ يونانية، وعلقت مع رفاقها المهاجرين القادمين معها بنفس القارب، وأشعلوا حريقاَ للفت أنظار السلطات هناك
لكن كانت خُيبة آمالهم عندما أعادوهم إلى أنقرة.
نجد وعدت طفليها باللقاء مرة ثانية، لتبدأ رحلتها من جديد، من تركيا إلى اليونان عبر إيطاليا، حتى وصولها مدينة فرانكفورت الألمانية
“كنت مرعوبة، أرغب بالذهاب إلى السويد، ولكنني تحت تأثيرالخوف أقدمت على طلب اللجوء في ألمانيا ”.
البداية لم تكن سهلة عليها، فشغلها الشاغل هو لم شمل طفليها، اتقان نجد اللغة الإنجليزية دفعها لتقديم المساعدة للاجئين في المخيم “من أجل تسريع المعاملات الورقية”.
وصول نجد إلى ألمانيا مجرد بداية،إجراءات لم الشمل صعبة وتحتاج إلى تخطيط والكثير من المعاملات الورقية والحكومة الألمانية تشترط أن تستأجر منزل قبل جلب أيٍّ كان عبر لم الشمل،
“بمساعدة إمراة ألمانية استطعنا إقناع البلدية بإيجاد مسكن لي ولأطفالي”.
وتمكنت نجد أخيراَ من معانقة طفليها بعد نحو عام من وصولها إلى ألمانيا، “وبعد أسبوعين التحقوا بالمدرسة”
وبعد انتهاء نجد من تعلم اللغة الألمانية حالها كحال كل اللاجئين يُفرض عليها البحث عن عمل
“بعد محاولات عدة وجدت عملاً كمحاسبة في مخبز محلي”
كان العمل إلى جانب مديرها الألماني، ممتعاً ولطيفاً وبعد عملها في المخبز لمدة عام
“قرر المدير أن يغلق المحل،ولهذا بدأت بالبحث عن عمل جديد”
قدمت نجد طلبات التوظيف لكل زبائنها في المخبز، حتى وصلت إلى أحد قباطنة السفن في المدينة (مديرها الحالي ) ساعدها بالحصول على وظيفة محاسب على ظهر السفينة.
بغد فترة عمل شاقة ومتعبة جاء المدير ومعاونه وعرضو على نجد العمل كقبطان سفينة بات الامر جنونيا في البداية حتى لاقت الدعم من طفليها ومديرها الحالي.
أقل من شهر كانت كفيلة بأن تضعها وراء مقود السفينة،وتحت ضغط التدريبات الكثيفة
والدراسة اليومية، وجدت نفسها أمام نجاح ملفت
اجتازت نجد امتحان قبول السفينة من المحاولة الأولى،تحدّت الكثير من نظرات الاستغراب وبعض الإحتجاجات لكونها امرأة ولاجئة.
بالرغم من كل هذا تواجه نجد العالم مرة أخرى، مصرّة على بناء أفضل مستقبل لطفليها
ولتُتابع في رحلتها عبر بحيرة تيرغنزي، مع ابتسامة في وجه العابرين يومياً، سعيدة بما تقدمه ألمانيا من فرص وحرية تعبير .
نجد بوشي اول لاجئة سورية تعمل قبطان شقّت طريقها بصعوبة لتصل الى ماوصلت إليه الآن “ طموحي لن يتوقف هنا”.