الحياة في المانيا

الحلويات السورية تزداد شهرة في ألمانيا

الحلويات السورية معروفة بأصالتها المميزة، فلا تكاد تخلو سفرات السوريين من أنواع الحلويات الشهية، وما إن انتقل بعضهم إلى ألمانيا حتى أخذوها معهم

كذلك ، حلويات سورية وإن صح التعبير أصبحت منافسة لنظيرتها الألمانية في بلد تتعدد فيه الثقافات والأعراق المختلفة.

الحلويات السورية حاجة اقتصادية أم مطلب شعبي؟

يعتقد الكثير من الناس أن مواضيع المشاريع والعمل والإنتاج ترتبط فقط بالجوانب المادية أو الربح المالي فقط وتحقيق النشاط الاقتصادي فحسب. إلا أن هذا ليس صحيحاً تماماً حيث أن الحلويات السورية في ألمانيا تعدت الحاجز الاقتصادي. ووصلت إلى مرحلة زيادة العمل والمساهمة الاقتصادية وحلّ مشاكل البطالة للاجئين في ألمانيا.

كما وصلت إلى حدّ وجود علاقة طيبة بين المجتمع والمضيف من خلال المساهمة في تقليل الضغط عن الحكومة الألمانية. وذلك من خلال توظيف اللاجئين في تلك ‏المحال التجارية أو الأنشطة، إلى جانب ترسيخ ثقافة الاندماج.

حيث يعتبر مفهوم الاندماج واحداً من أهم المعايير التي تحكم من خلالها ألمانيا على أحقية اللاجئ بالحصول على ‏جنسية البلد الذي يعيش فيه. وهذا ما فتح المجال للتواصل بين اللاجئين والمواطنين وساعد على سرعة تعرف كل منهما على الآخر

وبالطبع لا يمكن نكران الدور الذي تمثله الجالية السورية في أوروبا عموماً وألمانيا تحديداً في ‏إظهار البعد الثقافي والحضاري لسورية لا سيما وأن معظم الأصناف المقدمة يعود عمرها لمئات السنين‎. اقرأ أيضًا: مطعم الدمشقي برلين.

الحلويات السورية في ألمانيا تزداد شهرة

يتزايد إقبال الأوروبيين والعرب المهاجرين و اللاجئين السوريين على أنواع المحال التجارية المختلفة. حيث شهدت محلات الحلويات السورية في ألمانيا تحديداً رواجاً أكثر مما كانت عليه. كما انتشرت هذه الصناعة بكثرة في الآونة الأخيرة في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا.

فلا تكاد ترى شارعاً يخلو من حلويات سورية والبوظة والبقلاوة والآسية وغيرها من الحلويات الشامية التراثية. التي تعود صناعتها إلى التاريخ القديم في سوريا. في حين تطورت بعد ذلك معتمدة على خبرات توارثها الأحفاد من الأجداد في مجال صناعة الحلويات.

لاسيّما مع توفر المواد الأولية الغنية بالنكهات والخامات الطبيعية، حيث تعتبر سوريا من أشهر بلدان الشرق الأوسط في مجال الحلويات. ويعود ذلك إلى نوعية المواد المستخدمة في صناعة هذه الحلويات، مثل الفستق الحلبي الذي يلقب بملك المكسرات.

أما بعض الأنواع الأخرى مثل عش البلبل والبقلاوة بجميع أشكالها والغريبة والبرازق فقد لقيت استحساناً ورواجاً كبيرين أيضاً. حتى أنه أصبح لها مطالبون من الجنسيات العربية والغربية على حد سواء. اقرأ أيضًا: افضل المطاعم العربية في برلين.

البوظة الدمشقية تتربع وسط برلين

إلى جانب حلويات سورية ، فرضت البوظة الدمشقية بطعمها المميز نفسها في عاصمة المانيا برلين، حيث جذبت مختلف الأصول والأعراق والثقافات. فالبوظة الدمشقية معروفة بطريقة تحضيرها المميزة. التي تعتمد على الدق، فضلاً عن استخدام المكسرات والفستق الحلبي. لذلك ، انتشرت بسرعة كبيرة في الدول الغربية وأصبحت مطلوبة ومرغوبة في مختلف الفصول. لاسيّما أن البوظة العربية والدمشقية تحديداً تحتوي على مكونات طبيعية

كذلك ، لا تحتاج البوظة الدمشقية لدرجة تجميد كغيرها من المثلجات، فأحياناً تكون درجة الحرارة في الجو أبرد من البوظة شتاء. وما دامت مكوناتها لا تحتوي على دسم عال، فهي لا تؤثر سلباً بل تعطي نتائج عكسية وصحية للإنسان لما فيها من مواد غذائية.

كما لا يخفى على أحد أن ألمانيا كانت من أوائل الدول التي حاولت تقليد البوظة العربية، ومن ثم فرنسا وروسيا وشمال إفريقية. أما في العقدين الأخيرين، فقد تم افتتاح بعض المدارس لتعليم البوظة العربية في أمريكا وتحديداً في نيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس. كذلك ، انتقل الأمر أيضاً إلى فرنسا حيث افتتحت مدرسة البوظة الدمشقية في فرنسا لتعليم أصول تحضير البوظة السورية والدمشقية خصوصاً.

سر مهنة الحلويات السورية

في محلات حلويات سورية وبالضبط في المدن الأوروبية و الأحياء الألمانية يحاول أصحابها إضافة أجواء ألف ليلة وليلة مع الموسيقى الشرقية. هذه الأجواء تضفي نوعاً من الحنين للماضي بالنسبة للمغتربين واللاجئين فيما تشعر الأوروبيون أنهم في عصور الملوك والسلاطين.

أما عن سرّ النكهات فهي تلتزم بالموروث من قبل الأجداد الذين يتناقلون أسرارهم جيلاً بعد آخر للمحافظة على اسم ومكانة الشركة وما يوسع انتشارها وشعبيتها بشكل أكبر حول العالم.

ألمانيا وفرنسا في مقدمة المستوردين للحلويات الشامية

خبر يعود للعام 2008 لن يكون غريباً أو مستبعداً بعد ما أوردناه عن أهمية الحلويات السورية في دول الاتحاد الأوروبي. فأسواق دمشق المزدحمة ومطابخ حلوياتها ذاع صيتها منذ عشرات السنين ووصلت إلى كل أنحاء العالم.

الحلويات السورية في ألمانيا

لاسيّما أنه في الماضي كانت تقسم صناعة الحلويات في دمشق بحسب المنطقة والاختصاص. فبينما كانت عائلات أسدية وسمان ومهنا تسيطر على صناعة الحلويات في منطقة المرجة كانت عائلة قصقص في السنجق دار تشتهر بالمبرومة والبلورية. أما عائلة أبو حرب فكانت الأشهر في صناعة البقلاوة والآسية في منطقة باب البريد فيما سيطرت عائلة قيصر على منطقة الميدان

كذلك ، أسهم ظهور عائلات جديدة في هذه الصناعة بتطويرها وتوسيعها من خلال إنتاج أنواع ذات سوية عالية وفاخرة مثل استخدام أطباق من الموزاييك أو القش لمزيد من إغراء الزبون. كما شهدت صناعة الحلويات إقبالاً عالمياً وتزايد خلال السنوات الأخيرة خاصة تلك المصنوعة في دمشق. الأمر أتاح للتجار فتح أسواق خارجية كبيرة للتصدير أو حتى للانتقال والعمل في هذا المجال. حيث أصبحت الحلويات السورية معروفة لدى الجاليات العربية والإسلامية الموجودة في مختلف الدول.

حتى أن ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان ودول الخليج العربي ومصر. كانوا في رأس قائمة الدول المستوردة للحلويات الشامية و حلويات سوريا اللذيذة. فموسم التصدير كان عادة يبدأ في الشهر الرابع من كل عام وينتهي في الشهر العاشر تقريباً. وذلك لسبب رئيسي ، وهو ارتباطه بقدوم فصل الصيف في الدول العربية والأوروبية والأمريكية وأن التصدير ينشط خلال فترات الأعياد.

إرضاء ذوق المستهلك الأجنبي

ولع السوريون بالحلويات جعلهم من أكثر الشعوب استهلاكاً للسكر، إلا أن هذا النمط من الوجبات قد لا يعجب المستهلك الأجنبي. وهذا يا يعني أن هناك جهوداً تبذل الآن لإرضاء ذوق المستهلك الأجنبي عمومًا مع وجود تحدي كبير للمحافظة على روح المنتج.

بحيث لا تتغير هويته وطابعه الحرفي التقليدي عبر اتباع أسلوب حديث في الصناعة دون تغيير المذاق والنكهة. فضلاً عن التعبئة والتغليف وطرق الترويج والبيع. حيث أصبحت تصنع حلويات سوريا وفق مقتضيات العصر، حيث يستطيع المصابون ببعض الأمراض تناولها. على سبيل المثال ، الحلويات الخالية من السكر أو قليلة السكر والمخصصة لمرضى السكري.

في حين أصبحت هناك صناعة مرتبطة بهذه الحرفة هي صناعة علب من الموزاييك أو من النحاس المطعم بمعادن أخرى أو من الخشب المحرق لتعبئة هذه الحلويات. أي أن الحلويات السورية فتحت أبواباً ومجالاً أوسع لانتشار وتوسع صناعات سوريا أخرى وساعدتها ودعمت توزعها. وبهذا فقد اشتهر السوريون بمأكولاتهم وحلوياتهم التي تأسر كل من يتذوقها.

كما استطاعوا أن يخلقوا أسواقاً في بلدان اللجوء لإنتاجهم الذي لم يعد مقتصراً على زبائنه العرب في أوروبا. وإنما أصبح له محبون وراغبون فيه من الأجانب الذين أُغرموا بسحر الشرق وموائده العامرة لأشهى المأكولات والحلويات. اقرأ أيضًا: شارع العرب في برلين | معلومات عن الشارع اين يقع ما هي اهم المطاعم والفنادق المتواجدة فيه.

وفي الختام عزيزي القارئ. بعد أن كانت صناعة الحلويات السورية في بدايات القرن الماضي لا تتجاوز أصابع اليدين ، إلا أنها اليوم تجاوزت آلاف الأنواع. وقد نتج عن تنوعها تصنيفات جديدة أثبتت للعالم وجود حضارة كبيرة لشعب تهجّر من أرضه ، لكنه استطاع أن يحمل تراثه ويجوب به العالم بحثاً عن الرزق الحلال والسمعة الحسنة.

تابعوا اخبار اللاجئين في المانيا بالاضافة إلى أهم وأحدث اخبار المانيا والعالم على موقعكم عرب دويتشلاند



 

 




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى