الاتفاق التركي الأمريكي وأسئلة كثيرة حول مصير اللاجئين السوريين وملامح المنطقة الآمنة في سوريا

الاتفاق التركي الأمريكي على هدنة بشمال شرق سوريا، يطرح أسئلة كثيرة حول مصير اللاجئين السوريين وحول المنطقة الآمنة المُتوقع إنشاؤها.

كيف ستكون هذه المنطقة الآمنة وهل ستكون آمنة فعلاً وييستطيع اللاجئون العودة إليها طوعا؟

ولماذا تصر تركيا على ضرورة إنشائها؟ عرب دويتشلاند ستخبركم بالتفاصيل.

الاتفاق التركي الأمريكي غير مفهوم

بعد الاتفاق الجديد بين واشنطن وأنقرة على هدنة بشمال شرق سوريا، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري تأمين انسحاب الأكراد من الشمال السوري إلى عمق 20 كم وذلك خلال الخمسة أيام المُقبلة.

من جهته وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال :

“سنعلّق عملية “نبع السلام” لمدة/ 120 ساعة /من أجل انسحاب (بي كا كا/ ي ب ك)، ولا يُعتبر هذا وقف لإطلاق للنار”.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حددتا بالفعل أبعاد ما يسمى المنطقة الآمنة.

بعمق (30 كيلو متر) في أجزاء رئيسية من مناطق شمال شرق سوريا.

وأعلن الأكراد قبولهم لهذا الإتفاق وينص على أن تكون هذه المنطقة محصورة بين بلدة تل أبيض ومدينة رأس العين.

المنطقة الآمنة كما تراها تركيا

نقلت صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة التركية، إن المنطقة الآمنة المُزمع إنشاؤها تشمل مساحة جغرافية واقعة شمال الطريق الدولي الإستراتيجي.

وتضم هذه المنطقة مدن وبلدات من ثلاث محافظات سورية، هي {الحسكة /حلب /الرقة}

وتمتد على طول (460 كم)، بعمق (32 كم)على طول الحدود السورية التركية.

وإنه سيجري توطين مليون سوري في 200 ألف مسكن، وإنشاء 10 بلدات مركزية بتعداد سكاني قديصل إلى (30 ألف نسمة )لكل بلدة.

وسيتم بناء مناطق صناعية فيها، بالإضافة إلى (140 قرية) بسعة تصل ( 5 آلاف نسمة) لكل منها.

كيفية توطين اللاجئين السوريين في المنطقة

أما بخصوص توطين اللاجئين السوريين في “المنطقة” حسب الاتفاق التركي الأمريكي ، فقد أكد مولود تشاوش أوغلو وزير خارجية تركيا أن:

“عودة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة ستكون طوعية”، وذلك بعد تهيئة البُنى التحتية في المنطقة وتشجيع اللاجئين السوريين على العودة.

شك حول عودة اللاجئين السورين

التشكيك بعودة جميع اللاجئين السوريين طوعاً جاء عبر الباحث السياسي التركي إسلام أوزكان حيث قال :

“من الصعب عودة كل هذا العدد بشكل طوعي، إلا أن الحكومة التركية قد تجبرهم أن يوقعوا على إستمارة لتبين أن العودة تمّت بشكل طوعي بالرغم أنها ليست كذلك”.

تركيا لاتستطيع تمويل المنطقة الآمنة 

الصحيفة الموالية للحكومة التركية ديلي صباح لفتت إلى إرتفاع تكلفة المنطقة والتي قد تصل إلى “(23,5 مليار يورو)، تُمول من صناديق أجنبية”.

وبسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر فيها تركيا لا يتوقع أوزكان أن الحكومة التركية تستطيع تمويل المشروع وحدها.
وفي وقتٍ سابق أشار جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إلى ذلك عندما قال:

“إذا كانت من خطط تركيا إنشاء منطقة آمنة، فإن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع المشاركة مالياً في ذلك”.

“لا عودة طوعية بدون سلام”

الاتفاق التركي الأمريكي غير واضح ولا يمكن الحديث عن “منطقة آمنة” إلا بوجود إتفاق دولي على انشائها.

Exit mobile version